السبت، 14 مارس 2009

دوام الحال من المحال: هدم الفيلات وإقامة العمارات!

هكذا أصبحت نافذة الصالة التي كانت تتخللها أشعة الشمس لتصل إلي منتصف الصالة
قبل أن ترتفع العمارة من 4 أدوار إلي 8
هكذا أصبحت الرؤيا من خلال نافذة الآرش ، بعد البناء فوق أرض الفيلا الأولي

آخر شعاع للشمس يصل إلي المنور البحرى
قبل أن تحجبه المباني المجاورة
وبتكبير الصورة سوف يظهر السلك الصلب الذى يغطي النافذة خوفا من الحشرات الزاحفة بسبب إهمال المنور

* لقد كان التطلع من خلال نافذة الصالون (الآرش) البحرية شيئا ممتعا إلي أبعد الحدود ، حيث كنا نشاهد الطريق العام من الاتجاهين ، ونشاهد عربات الترام وهي تتجه إلي محطة سيدى بشر أو بالعكس ، وعلي الجانب الآخر من الطريق كنا نشاهد معسكرات القوات البحرية فوق طابية سيدى بشر ، وخلال حرب أكتوبر كنا نشاهد الجمود وهم يطلقون المدفعية الساحلية بينما يرتدون الملابس الداخلية بسبب شدة الحرارة المصاحبة لإطلاق النيران..إلخ.
آخر نظرة نلقيها علي العمارات القريبة
قبل أن تحجبها العمارة المقامة علي ارض الفيلا المجاورة

أعمال البناء فوق أرض الفيلا الأخيرة ، تسير علي قدم وساق..
مما يؤذن بتحويل الممر الخلفي إلي منور مغلق من ثلاث جهات
* إلا أن دوام الحال من المحال..فقد امتد الفساد ليقضي علي الفِيلات والقصور المتبقية من حولنا ، وفي غفلة من الزمن الردئ تم هدم الفِلّتين المجاورتين من الجهة الشرقية للعمارة ، الواحدة تلو الأخرى ، وأقيمت مكان كل منهما عمارة شاهقة أطبقت علي أنفاسنا ، وحرمتنا من الشمس والضوء والهواء..وأصبحت نافذة الآرش التي كنا نشاهد منها شارع عبد السلام عارف بجانبيه وشريط الترام الذى يتوسطه ، حتي طابية سيدى بشر..أصبحت هذه النافذة تطل علي منور مظلم مسدود من جميع الجهات ملئ بالحشرات ،
الرؤية الأخيرة لآخر ما تبقي أمامنا من الشارع الجانبي..
أدشاش التليفزيون علي أسطح العمارات
هكذا أطبقت المباني علي منافذ الضوء والهواء من جميع الجهات
وأصبح الممر الخلفي للعمارة عبارة عن منور تحيط به الجدران من ثلاث جهات ، وأصبحت البلكونة التي تطل عليه ، والتي كنا نشاهد من خلالها الشارع الجانبي المتفرع من عبد السلام عارف ونشاهد السيارات المركونة إلي الرصيف المقابل ، أصابها ما أصاب بقية المنافذ من حصار!