الثلاثاء، 20 يناير 2009

السكن في السرايا


محطة ترام السراى (أبريل 2010)

صورة حديثة بالموبايل لواجهة العمارة..التقطت من رصيف محطة ترام السراى
(عند التكبير يظهر "ماهر" حارس العقار مستندا بظهره إلي إحدى السيارات بينما يمر أمامه أحد المارة)* دخلنا هذه العمارة سنة 1971 وكانت ما تزال تحت التشطيب ، وفرحنا جدا بموقع الشقة من العمارة ، وبموقع العمارة علي خط ترام الرمل ، حيث عانينا من السكن في الدور الأرضي ، كما عانينا من الإقامة في منطقة سيدى بشر البحرية بسبب صعوبة المواصلات..
* وقد جئنا إلي الشقة الجديدة ومعنا الطفل محمد ، وقد أكمل عامه الثاني ، وكنا قد ألحقناه بحضانة "الراعي الصالح" في محطة سان استيفانو قبل استلام الشقة (مكان هذه الحضانة الآن برج التوفيق) ثم رزقنا الله بإخوته في هذا السكن.
* كنت أعمل في هذا الوقت مدرسا للمواد الاجتماعية بمدرسة دمنهور الثانوية الزراعية ،
محطة قطارات دمنهور
وكانت مواصلاتي إلي مقر العمل تتمثل في الترام إلي محطة قطار سيدى جابر ، حيث أستقل القطار إلي دمنهور..
الاستمتاع بقراءة الصحف علي الضوء الطبيعي في الصالة
* وقد استمتعت لسنوات طويلة بالبقاء في الشقة أثناء العمل بالفترات المسائية ، حيث كنت أمضي الوقت في قراءة الصحف وتحضير الدروس وتصحيح أوراق الاختبارات التحريرية...إلخ وبجانبي المذياع أو البيك آب ، وأمامي التليفزيون فيما بعد ، وكان الجلوس في أى مكان بالشقة للقراءة مريحا ، سواء أمام منضدة الطعام بالمطبخ ، أو بالأنتريه بالقرب من النافذة المطلة علي المنور الغربي ، أو في الصالون بالقرب من النافذة المطلة علي المنور البحرى ،
فوائد أشعة الشمس
حيث كانت أشعة الشمس والضوء الطبيعي يتدفقان إلي الشقة من كل اتجاه.
ـــــــــ
* أما سطح العمارة ، والذى كان يعلو شقتنا مباشرة ، وكنا نصعد إليه أحيانا ، عند اللزوم ، فكنا نشاهد من خلاله مياه البحر ، ومعسكر القوات البحرية ، حيث لم يكن يفصلنا عن هذا المنظر أية مبان ، وحيث لم تكن هناك سوى الفيلا المنخفضة الكائنة بالجهة الأخرى من شريط الترام!

لقطة لإسلام علي سطح العمارة بطقم الملابس العربية
المهداه له من إبنة عمته التي كانت في زيارة لتركيا..
وعند التكبير يظهر خلفه ساحل البحر
* وكان معسكر القوات البحرية يطل علي مرتفع جبلي متدرج ، ينتهي بربوة خضراء ، لا يفصلها عن المعسكر سوى سياج من الأسلاك الشائكة ، وكان يحدها من جهة الغرب ويفصلها عن شارع الإقبال كازينو بترو الشهير ، الذى كان يتضمن ركنا للأديب العظيم توفيق الحكيم ، الذى تصادف أن رأيناه ـ مرة أو أكثر ـ وهو يتمشي علي رصيف الكورنيش المقابل للكازينو ، خلال أحد أيام الشتاء الباردة ، وهو يتدثر بالبالطو والكوفية والبيريه ..وفي هذا الركن كان يجتمع أصدقاؤه من الكتاب والأدباء من أمثال نجيب محفوظ وثروت أباظة وغيرهما.(للمزيد من موقع الورشة الثقافي)
توفيق الحكيم
* كانت هذه الحديقة بمثابة متنفس لنا ولأولادنا الصغار ، علي مدى عدة سنوات ، وكان الأولاد يصعدون أثناء اللعب حتي تلك الأسلاك ، فيقوم الجنود بمداعبتهم من وراء الأسلاك..وكنا نمضي في هذا المكان أجمل الأوقات ، سواء تحت أشعة الشمس الدافئة في شهور الشتاء ، أو وسط الهواء العليل في شهور الصيف ، وكانت الرؤية في ذلك الوقت تمتد من هذه الحديقة ، وعبر مياه البحر الذى يتخذ شكل الخليج ، حتي مآذن سيدى أبي العباس المرسي والإمام البوصيرى في منطقة المساجد ببحرى!
الشاعر فاروق جويدة
لقد ذكرني هذا المصير الذى آلت إليه شقة السراى بتلك القصيدة المؤلمة للشاعر فاروق جويدة التي ينعي فيها المصير الذى آلت إليه البلاد ، والتي لا يستطع المرء أن يمنع دموعه من أن تنساب وهو يقرأها: هِذِى بلادٌ لم تعد كبلادى
* وفاة ماهر حارس العقار بعد 26 سنة من مجيئه بعد عم عبده ، رحمهما الله

ليست هناك تعليقات: