الخميس، 4 يونيو 2009

ترام الرمل..عليه العوض!

خط الرمل زمان
ــــــــ
* مثل أى شئ كان جميلا في حياتنا ، كانت ترام (أو ترامواي) الرمل..(انظر: أقدم ترام في أفريقيا + نبذة عن تاريخ الخط وارتباطه بكلية فيكتوريا من "إيلاف")
* كيف كان يدار مرفق النقل المشترك زمان: تغريم كمسارى عشرة مليمات لمجاملته عسكرى بوليس ونقله مجاناً فى الأتوبيس: أول تقرير كتبه منصور جويدة المفتش بإدارة النقل المشترك بالرمل على خط فيكتوريا بتاريخ 16 أكتوبر 1943 يقول فيها « إنه أثناء إجرائى عملية التفتيش بالدرجة الأولى من القطار على سكة النازل من بين محطتى الأزاريطة والإسكندرية طلبت تذكرة إحدى السيدات فقدمت لى تذكرة فئة عشرة مليمات ولما سألتها عن السبب الذى يخول لها أخذ نصف تذكرة أجابت بأنها دفعت للكمسارى تذكرة كاملة وهو مبلغ عشرين مليماً ولما سألت الكمسارى لم ينكر وقال إنه صرف التذكرة الخطأ بطريق السهو بسبب زحام القطار مع العلم بأن ركاب القاطرة لم يتعدوا الثلاثون راكباً لذلك أخذت منه تذكرة أخرى بقية حق ( المصلحة ) ونبهت الكمسارى لخطئه وحررت هذا للعلم »  
الأهرام: حكايات من أوراق قديمة تقدمها : أمـــل الجيـــار19 ديسمبر 2014)
* كان مجرد ركوبها فسحة (لدرجة تسمية الطريق الذى تسير فيه بطريق الفسحة) ، حيث الاستمتاع بكل مايريح الحواس طوال خط سيرها : سواء السمع أو البصر أو الشم ، فلا ترى علي الجانبين سوى الفيلات والقصور والبيوت العريقة ، وإذا كان جلوسك بالطابق العلوى من الترام فكنت تشاهد البحر معظم الطريق ، وطوال الطريق ـ وبالأخص لو كنت تحتل أحد المقاعد الأمامية المكشوفة ـ كنت تستنشق الهواء النقي ، وبين حين وآخر رائحة الفل والياسمين المنبعثة من بعض الحدائق الخاصة. (متعلقات: اسكندرية من غير ليه)
هكذا أطبقت الأبراج السكنية علي خط الرمل بعد هدم الفيلات والقصور
(لقطة بالموبايل)
* وظل الحال كذلك إلي ما بعد حرب أكتوبر بعدة سنوات ، حيث تعرض الخط ـ شأنه شأن كل الموروثات الجميلة في حياتنا ـ لهجمة شرسة من المنتفعين بعائدات السلام ، فأطبقوا الخناق علي الخط من كلا الجانبين ، ويوما وراء يوم بدأت الفيلات والقصور والبيوت العريقة في الاختفاء ، لتحل محلها العمارات والأبراج والمدن السكنية والإدارية والتجارية ، وقد تعاهدت هذه الأيادى علي ألا تترك متنفسا واحدا علي يمين الخط أو شماله دون غلقه بالحوائط الأسمنتية والأعمدة الخرسانية.
وحدات الركوب اليابانية ما تزال تعمل منذ اوائل الثمانينيات
* ومع بداية الثمانينيات بدأت الهيئة العامة لنقل الركاب بالمحافظة ، ترى الاستعدادات اللازمة لعملية إحلال وحدات نقل الركاب اليابانية الحديثة ذات القدرة الميكانيكية والاستيعابية الكبيرة ، محل الوحدات الضيقة القديمة محدودة السرعة والكفاءة ، مما جعلنا نستبشر خيرا ، خصوصا بعد أن أصبح الخط هو الملاذ الوحيد للهروب من أزمة المواصلات التي عاني منها السكندريون بعد الحرب ، فأصبح يستقبل المواطنين المقيمين علي مسافة بعيدة منه ، مفضلين السير علي الأقدام إلي أقرب محطة ، لركوب مواصلة آمنة ومضمونة ومنتظمة.
ترام الرمل في حقبة السبعينيات
* لقد كان المقيمون علي جوانب هذا الخط هم أسعد الناس حظا من حيث التمتع بتوفر خط مواصلات منضبط وملتزم إلي أبعد الحدود ، لدرجة أن أغلبية هؤلاء المقيمين كانوا لا يفكرون في اقتناء سيارات ، لعدم احتياجهم إليها ، بفضل وجود هذا الخط.
المدرسة الناصرية الثانوية
* لقد كنت في هذا الوقت أعمل مدرسا بالمدرسة الناصرية الثانوية بباكوس ، ولم يكن الأمر يستغرق أكثر من نصف ساعة للانتقال بين جهة العمل في باكوس ومحل الإقامة في السراى ، كما كانت زوجتي لا تحتاج إلي وقت طويل للانتقال بين جهة عملها في سنترال سيدى جابر ومسكن الزوجية. وكانت مدارس أولادى ثم كلياتهم تقع بالقرب من إحدى محطات الخط. وكانت فترة التقاطر بين وحدات الترام وبعضها البعض لا تتعدى الخمس دقائق بأى حال من الأحوال.
* أما الآن ـ وبعد انتشار الفساد في المرفق بصورة بشعة ـ فقد أصبحنا نعاني أشد المعاناة من استخدام ترام الرمل ، لأى مشوار كان ، قريبا أو بعيدا ، ولأى جهة كانت ، جليم أو باكوس.
* ومع حلول شهر رمضان المبارك ، فإن الأمر لا يتحسن بحكم النفحات الطيبة للشهر الكريم ، ولكنه يزداد سوءا بفضل تكاسل العاملين بالمرفق وتراخي رؤسائهم في مراقبتهم ومحاسبتهم ، وإقرار مبدأ تعطيل المرفق أثناء وقت الإفطار وإقامة صلاة الجمعة ، ومنح العمال إجازات بالجملة خلال العيد! وترك تشغيل الخط لقلة من العمال المدللين الذين يتلاعبون بمصالح الركاب عن طريق التخزين وقتما يشاءون تارة أو العودة من سان استيفانو تارة أخرى!.. (انظر: بركات التدين التي حلت علي هيئة نقل الركاب)

* لقد أصبح من المشاهد المؤلمة رؤية إحدى وحدات الترام وهي تمرق أمام المحطات المزدحمة بالركاب في إحدى ساعات الذروة دون أن تتوقف ، وهي تطلق آلات التنبيه لكي يفتح لها عسكرى المرور الإشارة ، وقد تم وضع لافتة "مخزن" الكريهة محل اسم الخط ، مما لم يكن يحدث في الماضي مطلقا ، حيث كانت الوحدات المتجهة للتخزين لأى سبب من الاسباب تلتزم بأخذ الركاب حتي محطة محمود محفوظ ، وربما إلي محطة مصطفي كامل بحسب الحالة ، وذلك من منطلق الحرص (الذى كان موجودا) علي مصلحة الراكب ، والأعجب من ذلك ما شاهدته في بعد ظهر أول أيام عيد الفطر المبارك لسنة 1431 هـ. (الموافق 10 سبتمبر 2010) حيث كانت إحدى الوحدات متجهة إلي فيكتوريا عبر محطة سان استيفانو وقد أغلقت أبوبها أمام الركاب ووضع عليها لافتة المخزن!.
مشوار باكوس
* لقد أصبح اليوم مشوار باكوس لشراء الخضار ولوازم البيت بحتاج إلي أكثر من ساعتين.. ساعة لدخول السوق ، وساعة لانتظار الترام!
 وقوف الترام إجباريا في هذا المكان 
 ليس بسبب التحويلة المفترض وجود عامل مخصص لها ، ولكن بسبب استلام أكواب الشاى وتسليم فوارغها خلال رحلة العودة
* أما المناظر المؤذية التي تعودنا علي مشاهدتها داخل وحدات الترام ، فقد أصبحت لا تحصي ولا تعد: وقوف الصبية والشباب علي الأبواب ، قيام بعض الركاب بالتدخين ، قيام طلاب المدارس بالتهريج والطبل والرقص والغناء ، تحويل بعض الأركان إلي كافيتريات حيث يتلاقي الشبان والفتيات في جلسات غرامية متشابكي الأيدى دون مراعاة لمشاعر الركاب ، وربما يكون جلوسهم في الأماكن المخصصة للمعوقين وكبار السن ، سير جميع وحدات الترام وجميع مصابيحها مضاءة علي مدى 24 ساعة ، وترك المحطات دون تحقيق أبسط قواعد النظافة والمتمثلة في غسيل أرضياتها بالماء والصابون إزالة الأوساخ العالقة بها...إلخ ، تراكم الأتربة والأوساخ علي جدران العربات من جميع الجهات ، بما في ذلك الزجاج الذى توضع خلفه أرقام الخطوط بحيث يتعذر تمييز الخط عن الآخر ، استخدام أطفال الشوارع لمحطات الترام في المبيت وقضاء الحاجة ، بل وصل الأمر خلال الفترة الماضية إلي احتلال بعض الرجال المشردين لبعض المحطات ومنها محطة السراى ومنع الركاب من دخولها علي مدى عدة أيام!.
* متعلقات: إلغاء ترام الرمل استعدادا لمترو الأنفاق في الإسكندرية - بوابة الشروق + اليوم سينزل الترام أسفل الأرض ، مع تاريخ كامل امتد لأكثر من مائة عام، و يبدأ مشروع مترو الأنفاق، و لكن لن تنفق الذكريات الجميلة لترام فيكتوريا.(موقع إيلاف)
* من المحزن إزالة هذا الترام بحجة مترو الأنفاق لأنه معلم هام للإسكندرية ، ونحن نري بلادا أكثر منا تقدما وتحافظ عليه للتاريخ والسياحة ، وعلي سبيل المثال لا الحصر هونج كونج. ولاحول ولا قوة إلا بالله: كمال الدين - GMT 19:45:50 2010 الأربعاء 4 أغسطس2010 (تعليق أحد زوار الموقع السابق)
* رئيس هيئة النقل العام: أكثر من نصف مركبات النقل بالإسكندرية انتهى عمرها الافتراضى
* ترام الإسكندرية - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
* محطات ترام إسكندرية .. من الرمل إلى فيكتوريا
ــــــــــــ
هذا كله كوم ، وما لحق بالمرفق خلال المرحلة "الانتقامية" التي تولي فيها المجلس العسكرى مهمة إدارة البلاد عقب تخلي الرئيس المخلوع عن الحكم كوم آخر!...وإلكم ما حدث:

لقد كان من تداعيات المرحلة الانتقالية ما تعرض له مرفق ترام خط الرمل بالإسكندرية ، الذى يخترق أرقي أحياء المدينة ، في مسار موازٍ لطريق الكورنيش ، من إهمالٍ تام ، يتمثل في عدم صيانة الأبواب والنوافذ ، وتحويل شريط الترام إلي مستودع للمخلفات وأكوام القمامة ، وأبنية المحطات إلي مبيت ودورات مياه لأطفال الشوارع ، وخروج العربات من المخازن دون تنظيف من الداخل ، أو غسيل من الخارج ، بما في ذلك اللافتة الزجاجية المضيئة الخاصة بالخط ، والتي أدت تراكمات الأتربة فوقها إلي صعوبة التمييز بين خط جليم وخط باكوس ، بالإضافة إلي الفوضي المتناهية في حركة الوحدات وتقاطرها ! وبالرغم من انتهاء تلك المرحلة بخيرها وشرها ، فما زال الحال علي ما هو عليه!
ـــــــــــ ترام الرمل في زمن الإخوان ـــــــــــ
* اصطدام ترام بآخر عند تحويلة فيكتوريا
(أول حادث من نوعه في تاريخ ترام الرمل منذ إنشائه)
ــــ ترام الرمل بعد مرور 11 شهرا علي تعيين اللواء طارق المهدى ـــــ

ترام الرمل وقد اختفي الزجاج خلف طبقة كثيفة من الأتربة

ليست هناك تعليقات: