مدونات عبد السلام إسماعيل (1): في ربوع الإسكندرية

( أربع نكسات.. تعرض لها العقار..في أبو تلات )

ــــ النكسة الأولي ــــ

غرق السواحل أصبح حقيقة

كل المنطقة تغرق ، وهذا العقار يقع ف الشارع الرئيسي المؤدى إلي سيبفر بيتش

وهذا هو منسوب المياه الجوفية كما يظهر في الأرض الفضاء المقابلة للبيت
* عندما ارتفع منسوب المياه الحوفية فجأة ولأول مرة ، في شتاء عام 2000 تقريبا ، نتيجة لقيام المحافظة بردم المصرف (المعروف بالترعة) والذى كان يسحب المياه الزائدة ويلقي بها في عرض البحر ، وذلك خلال فترة ولاية اللواء محمد عبد السلام المحجوب ، الملقب بـ "المحبوب"! ..وكانت نتيجة ذلك تلف الحديقة وتدميرها تماما ، وتجريف طبقة الطمي التي تم نقل معظمها علي دفعات عديدة ، بالسيارة الخاصة ، من ناتج تطهير ترعة المحمودية وتحويلها إلي شريان سياحي

ــــ النكسة الثانية ــــ

نقلة الرديم

الطوفان الذى تعرضت له المنطقة ، نتيجة لهطول الأمطار بغزارة خلال موسم شتاء 11/2012 ، وأدى إلي دخول المياه إلي الشقة بارتفاع نحو 25 سم ، لدرجة تغطية موتور الثلاجة تماما ، وظل الحال كذلك رغم انتهاء فصل الشتاء بعدة أشهر دون انحسار الماء نهائيا.

ـــــ التالتة تابتة ـــــ

كان يوم أغبر
* كان عودة هذا الرجل للإقامة ف المنطقة هو وأسرته بعد وفاة شقيقه الذى تعاقدنا معه علي شراء الأرض ، بمثابة الكارثة ، حيث تعرضنا لأول حادث سرقة ، شمل جميع أدوات الزراعة الكائنة ف الفناء ، لتتوالي بعد ذلك الكوارث والمصائب!
* عندما تعرض المنزل للغرق بفعل ارتفاع منسوب المياه الجوفية ، نتيجة لـ "الطوفان" الذى حدث في المنطقة في شتاء 11/2012..واضطررنا إلي القيام بعملية التعلية عن طريق الإحلال والتجديد ، حدثت أكبر عملية نهب لبعض منقولات الشقة ، علي أيدى من ائتمناهم عليها خلال شهور صيف 2012 ، تلك المنقولات التي تراكمت علي مدى سنوات طويلة منذ عام 1986 حتي مارس 2012 وشملت كل أدوات المعيشة

رخام المطبخ تعرض للسرقة

* تنوعت عملية النصب ، بدء من المفروشات (مثل مسند كنبة قطن منجد حديثا) إلي الرخام الخاص بالمطبخ والادعاء بأنه تكسر ، إلي أدوات وخامات الصيانة والنجارة والسباكة والكهرباء ، إلي وصلات وأدوات الكهربا والسباكة القديمة وتركيب بعضها ومحاسبتي عليها ، إلي منظم البوتاجاز ، إلي السلم الخشبي الكبير الذى أحضرنا عروقه السميكة من العامرية ، إلي برواز صور بالزجاج عبارة عن هدية من المدرسين ، وإلقاء الأية القرآنية التي كانت بداخله ع الأرض ، وعندما حاولت معاتبته علي ما لحق بالآية ماكان منه إلا أن فتح حلقه وكاد يلم الناس عليا ، مدعيا أنهم أشرف ناس!!!!

كسر زجاج المكتب
* تحطيم ما يمكن تحطيمه من الأثاث خلال عملية نقله من مسكنه إلي البيت بعد انتهاء أعمال المعمار ، مثل زجاج المكتب، بل وخلع أجزاء من الأثاث عنوة وإخفائها ، مثل إحدى ضلف دولاب المطبخ ، وإحدى أرجل أحد المكتبين ، وبعض فواصل ظهر السرير!

النصاب
* النصب "عيني عينك": الاعتراف بوجود الخرطوم عنده لاستخدامه ف المباني التي يقوم بتنفيذها والوعد بإعادته ، وهو الأمر الذى لم يحدث ، والأدهي من ذلك الاتفاق مؤخرا علي إحضار نقلة رديم وإدخالها للفناء وفرشها مقابل إجمالي 250 ج ، ثم الاكتفاء بإحضار الرديم وتركه أمام المنزل دون إدخاله ، ووضعنا أمام الأمر الواقع!

* النذالة في أحط صورها ، إذا أعاد بصعوبة أنبوبتي البوتاجاز فارغتين تماما ، رغم أنه رحب بنقلهما عنده قائلا إنهم محتاجين للغاز ، وعندما أخبرته بعد ذلك بأننا نعاني من عدم وجود بوتاجاز قال لابنه "كده وكده" شوف لهم بوتاجاز!.. وعندما تم قطع كابل الكهربا الرئيسي عن طريق اللودر الذى كان يعمل في تمهيد الشارع أثناء وجوده ، طمأنني بأنهم سوف يقومون بإصلاحه ، إلا أنه أحضر الكهربائي علي حسابي ، بل وسمسر مبلغ 20 ج عيني عينك!

عداد الكهرباء بدون الروزيتة
* حتي التخريب وصل لنزع الروزيتة الخاصة بعداد الكهرباء والتي كانت مغلقة بإحكام ومبرشمة بالرصاص بمعرفة شركة الكهرباء ، ممايعرضني للمساءلة ، وكذلك نزع غطاء عداد المياه الذى لم يقترب منه أحد منذ تركيبه!

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا} {سورة النساء: 29-30}

ــ النكسة الكبرى ــ

(أكبر عملية سطو من نوعها في الكيلو 26)

(2)
* أصعب شعور ينتابك لما تبقي عارف الحرامي اللي كسر باب الڤراندة ودخل الشقة وسرق كل الأجهزة الكهربائية حتي التلاجتين، ومعاك دليل قاطع لا يحتمل ذرة من الشك ، إن اللي عمل كده هو شخص معين مافيش غيره ، ومع ذلك ماتعرفش تعمل معاه حاجة لأنك في هذه المنطقة المتطرفة ، والسرقة حدثت منذ نحو 40 يوم ، والحكومة سايباك منك للعرباوية ، مما يذكرنا بأحمدالسقا في فيلم "الجزيرة"!..للمزيد

ـــــــــ

* علي فكرة عملية السطو دى لم تقتصر ع الحاجات اللي قالها إسلام ، لأنه قال ع اللي لاحظة من الوهلة الأولي ، بدايل إنه قال "التلاجة" مش واخد باله إنهم كانوا تلاجتين ،

وبرضه هو مايعرفش التفاصيل زيي وزى وداد ربنا يرحمها ، حتي أنا مش حفتكر غير الحاجات الأساسية والأدوات اللي جبتها معايا من ليبيا وحطيتها هناك علي أساس الحاجة إليها في مثل هذه المنطقة اللي مافيش فيها صنايعي تحت إيدى ييجي وقتما أعوزه ، كما إنها الحاجة اللي ملكي فعلا وكنت باحتفظ بالحاجة اللي تهمني فيها لأن منتظر إنها تروح مني!

* كمان ماما هي اللي تعرف إيه أدوات المطبخ اللي راحت حتي الأطباق والحلل والملاعق والشوك والمفروشات والبطاطين والملايات وملابسها وفوطها والبطانيتين الخفاف بتوعها اللي كانت بتستعمل زيهم علي الكرسي بتاعها ، واحدة كاروهات زرقاء والتانية رمادى فاتح

* اللي أنا حافظه وأكيد أخده طالما قعد يقشط كل صغيرة وكببرة وهو مطمن إن احنا مشغولين بوفاة المرحومة ، لأن العملية دى تمت في نفس اليوم بعدما عرفوا بوفاتها واتصل بيا واحنا في الطريق للناصارية عامل نفسه متأثر وبيعزيني وعرض يبعت عياله ع الببت لتعزبتي ، كل ده علشان يضمن إن مافيش حد ممكن يطب عليه وهو وعياله متلبسين بالسرقة!

* يبقي أخد الأناببب ، والدفاية والكاتل والدماسة وأدوات الزراعة من كوريك وحجارى وشوكة وعدة التليفون وساعة الحائط والسجادة اللي كانت ف أوضة النوم والدواسات وأدوات السباكة والكهربا والنجارة والمعمار...

* طبعا بعد وفاة وداد ماكانش منتظر إني أحط رجلي هناك ، وبعد خسارتي الجسيمة لها ، لا يعنيني أى خسارة بعد كده ، بس كان عشمي إنها كلها تبقي تذكار مننا لكم انتم وحاجة ثابتة تفتكرونا بيها وممكن تروحوها لما الظروف تسمح وتقضوا فيها بعض الوقت ، حتي تعملوها مكان للقاء العيلة! * لكن قدر الله وماشاء فعل.

* امبارح كلمت ناس هناك ، وقالولي لو اتحركت ساعة السرقة كان ممكن تعمل حاجة ، لكن بعد ما تصرف في المسروقات يبقي من الصعب توصل لحاجة ، وطبعا هو لما كلم إسلام كان متأكد إنه تصرف في كل المسروقات!

* قالولي إن الفنانة فردوس عبد الحميد زوجة المخرج محمد فاضل ، لها ڤيلا ع البحر ، تعرضت للسرقة ، لكن لما بلغت جت الشرطة ومامشيوش إلا لما رجعولها كل المسروقات

* الحل اللي سمعته من الناس اللي كلمتهم يتلخص في اختيارين اتنين بيتموا عن طريقه هو برضه: ١ . تأجيرها وتطلب منه يديلك مثلا ألف جنيه في الشهر وهو ياخد الباقي ، ويتعمل عقود بيننا وبين الساكن كضمان للملكية ٢ . بيعها بأى مبلغ نطلع بيه أفضل من ضياع العقار كله ، وتقديرهم إنها تجيب حاليا مابين ٢٥٠/٣٠٠ ألف

ــــــــــــ

* بحاول أهون علي نفسي اللي حصل في أبو تلات ، وللأسف مش قادر ، كل ماجي أنام بقلق علي تصور عبد الله وعياله وهم بيجتاحوا البيت ، مش عملية سرقة عادية ، دول اجتاحوا البيت زى الجراد لما يهاجم قرية ، ومن غير معاينة أنا عارف البني آدم ده عمل إيه هو وعياله التلاتة ، وكلهم عواطلية وعايشين ع النصب والاحتيال ، ومافيش قدامهم مورد مشروع ، وعنيهم علي البيت اللي مالوش صحاب ومكدس بالأثاث والمفروشات والأجهزة والأدوات ، اللازمة للمعيشة الكاملة ، وطالما مافيش حكومة يعملوا حسابها ، ولا ضمير إنساني ولا خوف من ربنا . كل همهم إنهم ياكلوا وينعنشوا ، ولما يظهر للبيت صحاب يصرفوهم بكلمتين وحلفان باطل بأغلظ الأيمان ،

وعلي رأى المثل: قالوا للحرامي احلف ، قال: يافرج الله! اللي حصل باختصار كارثة مالية! شوفوا الشقة دى مصروف عليها أد إيه ، من يوم ما كملنا المباني سنة ١٩٩٨ وفرشناها فرشا كاملا ، ثم صرفنا عليها من هذا التاريخ كل قرش زيادة نقبضه من معاشاتنا! وأنا كنت ناوى أخلص منها قبل التعلية وعرضتها فعلا للبيع وبدأ الناس ييجوا يعاينوها ويناقشوني في المطلوب ، وكان رزق لسه موجود ومصرح لي بالتصرف كما أريد ،وبعدين كلكم رفضتم ، وكل واحد عبر عن رفضه بطريقته! ولما أستعيد كلام المرحومة: ماتخافش ، عيالك مش حيسيبوها تضيع! ولكني الآن وبعد اللي حصل ، ولسه حيحصل , أتساءل: أولا مين هم عيالي؟ وثانيا: فين هم عيالي؟!

* عليه العوض ومنه وإلبه العوض ، في تعبي وشقايا وعمرى اللي ضاع أونطة ، وكما يقول المولي سببحانه وتعالي: "وقدمنا إلي ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا" * بس ربنا يعدى اليومين اللي باقيينلي علي وش الأرض علي خير ويخرجني منها بسلام. حتي الناموس صحي معايا ومش مخليني أعرف أكتب! ومعلهش أنا مش غاوى كتابة زى مانتم مفكرين , أنا بفضفض علشان ماعنديش حد أشكيله وجيعتي ، وخاصة بعد فقد شريكة الحياة!

* ربنا كان رحيم بالمرحومة إنها ماشافتش اليوم ده ، وهي أكتر مني عارفة اللي في الشقة ، وفاكرة عبد الله واللي أخده أيام التعلية لما سرق الفرش نفسه والمخدات اللي كانت لسه متنجدة ، رغم إنها كانت عنده بصفة أمانة!

(1)

(2)
* والله العظيم أنا برتعش وحاسس بالذعر وافتقدت الإحساس بالأمن لدرجة قيامي بغلق باب الشقة بالترباس من الداحل ، ورايح جاى مفكر إن وداد معايا! محدش حاسس باللي أنا فيه!

* آدى الزوجة ورفيقة العمر ربنا افتكرها وتركتني وحيدا وكنت بادعو ربنا يجعل يومي قبل يومها

وآدى المصاريف اللي صرفتها في تأثيث وتجهيز البيت ده راحت هباء منثورا والخوف ليسرقوا البناء نفسه

حتي النخلة اللي كنت فرحان بيها وفضلت أراعيها وأعالجها وأقلمها كل سنة وبدأت تطرح دون أن نأكل منها نص كيلو علي بعضه وكنت سايبها للرايح والجاى وعيال المنطقة ، وكان ظهورها في المكان بطريقة ربانية بدون تدخل مني ، حتي الجيران حاولوا يشتلوا زيها أكتر من مرة وفشلوا ، واعتبرتها صدقة جارية..سوست وماتت وكسروها ورموها بره الجنينة!

لكن نرجع ونقول الحمد لله علي كل حال بس ربنا يخرجنا منها بسلام